تشهد مدينة كوبنهاجن في الدنمارك هذا الشهر أحد أهم المؤتمرات التي تهتم بالإنسان والأرض, هو المؤتمر البيئي الدولي. وتنبع أهميته من أنه مؤتمر سيحضره قادة الدول العظمى لإعلان خططهم ومبادراتهم للحد من الاحتباس الحراري, وسبق المؤتمر زخم من الاتصالات والمشاورات والإعداد والتخطيط المسبق بين رؤساء تلك الدول, حيث تقرر أن يعلن أوباما ورئيس البنك الدولي بتعهد منهما للعمل على ذلك. ولطرح مبادرات لحماية الكون ولحث الجميع على المشاركة الفورية لحماية الأرض والبيئة. وهو امتداد للمؤتمر الذي عقد في إيطاليا في تموز (يوليو) الماضي للحد من كمية الانبثاق الحراري وتخفيض نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى خرق طبقة الأوزون, ما يسبب الاحتباس الحراري. وتتصدر أمريكا والصين والاتحاد الأوروبي قائمة الدول التي اتخذت قرارات صارمة وخططا للوصول إلى معدل قريب من الصفر خلال العشر إلى العشرين سنة المقبلة. حيث إن التركيز سيصب على البعد البيئي للتنمية المستدامة وتأثرها على البعد المناخي والبيئي والاجتماعي والاقتصادي.
وأرى أن موضوع الاستدامة هو أحد أهم الموضوعات والمحاور الوطنية والدولية التي تعد حديث الساعة اليوم, التي يجب أن نبدأ التفكير والتوعية بها من الآن قبل أن نجبر عليها. والتنمية المستدامة موضوع كبير ومتشعب وليس بإمكان جهة واحدة تغطيته, فهو عمل كبير على مستوى الدولة وأجهزتها المختلفة. ويتطلب كثيرا من التخطيط الاستراتيجي له والتنسيق لوضع نظام وطني شامل للاستدامة على مستويات التخطيط الثلاثة (الوطني، المناطق، والمحلي) هو إحدى السمات المفقودة لدينا. التخطيط للنظام الشامل للاستدامة هو سلسلة من الأنشطة والخطوات التي تسير وفق برامج زمنية اقتصادية واجتماعية وسياسية مترابطة بهدف الحصول على تكامل بيئي واقتصادي مترابط بهدف بناء مجتمع حضاري متناسب مع المعطيات الوطنية وتقاليد المجتمع وطموحاته السياسية. وأن يكون مبنيا على المقومات والمعطيات والموارد البيئية المحلية وكيفية الترشيد فيها لنضمن بقاءها للأجيال المقبلة.
ونحن عادة لا نرى أنواع التخطيط الثلاثة كلها, ولكننا نعيش مشكلات التخطيط المحلي, وهو ما نراه من مبان وطرق تكتظ بها مشكلات المدينة اليومية, لذلك فإن هذا المؤتمر سيركز على التخطيط المحلي للاستدامة, وهو مربوط بسياسات المدن والمباني الخضراء والذكية التي تؤدي إلى الاستدامة. وهو عن طريق التخطيط لوضع معايير ومقايسات للترخيص للمباني على أسس تقيدها بتطبيق تلك المعايير مثل نظام LEED, بحيث لا يرخص للمبنى إلا بعد التأكد من استيفائه معايير بيئية معينة. وهناك ثلاثة أسماء أو محاور أصبحت إلزامية للمباني والمدن الحديثة لتكون مدنا ومباني ذكية. المباني الذكية Smart والمباني المبدعة ذهنيا أو العبقرية التي تستطيع التعرف على الأشياء Intelligent والخضراء Green. ثلاث عبارات تختلف في المعنى والمقصود منها ولكنها مرتبطة تماما كنسيج للمدن الحديثة, وهي جميعها تؤدي إلى الاستدامة.
المدن أو المباني الذكية Smart هو اسم سبق الآخرين منذ نهاية السبعينيات في أدبيات الهندسة المعمارية, حيث كان يطلق على المباني الحديثة آنذاك. وتطلق التسمية على المباني من حيث شكلها الخارجي ومدى استعمالها مواد وخطوطا وأشكالا حديثة مثل استعمال الإضاءة النيونية والليزر والليد والخطوط الحادة والأشكال الفضائية, بينما اسم المباني العبقرية المثقفة أو التقنية Intelligent فهو أحدثها, وهو يطلق على المباني سواء كانت ذكية أو كلاسيكية أو عصرية ولكن بشرط أن تستعمل تقنية الأرقام والحاسوب لمعظم الشبكات الداخلية والخارجية وربطها بنظام إدارة المبنى ببروتوكول الإنترنت IP. ويعني ذلك ضمان كفاءة التشغيل للمبنى بدقة وكفاءة تؤدي إلى التوفير في استعمال الطاقة والأيدي العاملة. ويبقى أحدث تلك الأسماء وهو اسم المباني أو المدن الخضراء, والمقصود به, إضافة إلى كون المبني ذكيا أو مثقفا فإنه يجب أن يصل إلى مرحلة من التحكم بالطاقة ليصل معدل ما يبعثه المبنى من الكربون الملوث للجو درجة الصفر Zero Emission. وذلك يتطلب مواصفات عالية من العزل الحراري واستعمال الأجهزة التي تستعمل غازات لا تصدر التلوث. وفي مجموعها كمبان ذكية وخضراء فهي أساس المدن الذكية أو المثقفة والخضراء, فالمدن هي التي تربط تلك المباني بالبنية التحتية, خاصة شبكات الاتصالات والإنترنت لتربط كل نقطة تقنية في كل مبنى بالشبكة العامة للمدينة عن طريق شبكة الموجات العريضة (البراد باند والواي فاى والواي ماكس...). وتوجد الآن مجموعة كبيرة من الشركات المتخصصة في تقنية أجهزة وروبوتات لتحويل المعلومات الرقمية إلى أعصاب حركة تقوم بالتحكم بفتح وإغلاق والتعرف على مستخدمي المبنى مربوطة بأجهزة الأمن والسلامة. وبحيث يمكن مستقبلا لشركة المياه والكهرباء قراءة العدادات من بعد. وتستطيع إدارة المرور معرفة عدد السيارات في مواقف كل مبنى ومواعيد خروجها لتحدد مواقع الازدحام وتخطط لتلافيها ( مثل نظام ساهر).
ومن المتوقع أن نرى في القريب العاجل تطوير الاستعمالات أكثر ابتكاراَ للطاقة الطبيعية وخروج أنظمة ومتطلبات إجبارية للتخلص من الطاقة المضرة بالبيئة. وفي مجال استعمالات المباني يعد المجلس الأمريكي للمباني الخضراء هو الذي يقود العالم لتوثيق مواصفات المباني الخضراء القياسية تحت اسم ليد LEED وبتصنيف مرخص (26 ـ 32 نقطة) وفضي وذهبي وبلاتيني، لدرجة أن معظم المدن الأمريكية مثل مدن: بوسطن, سياتل, نيويورك, وشيكاغو مجبرة على الحصول على شهادة من المجلس قبل بناء أي مبان متعددة الأدوار. وهي مواصفات تمس أكثر من 70 عنصرا ومادة بناء وتبدأ من أنظمة التخلص من النفايات أو تخفيضها إلى عمر المبنى وجودة المواد إلى نوع الزجاج العازل ومواد العزل. والتأكد من إحكام مجاري الهواء والتوصيلات وتقديم منتجات إضاءة لا تبعث على رفع الحرارة مثل السبوت لايت للحصول على جو داخلي مريح وبأقل التكاليف للطاقة. ويبدو أننا في المملكة والشرق الأوسط أصبحنا أمام الواقع وأننا مجبرون على السير خلف القافلة.
يبدو أن التركيز على البدائل الجديدة للطاقة التي لا تؤثر في الاحتباس الحراري هو في تطوير الطاقة الطبيعية من الشمس والهواء والرياح والمياه والمواد العضوية الطبيعية مثل الكحول والسكر والحبوب الزراعية. وهو توجه قد يكون له منافسة اقتصادية هائلة, وقد يكون مرتكزا لاقتصادات معظم الدول. وهو توجه في طريقين متوازيين, الأول لتطوير بدائل الطاقة بأنواعها المختلفة, والآخر للتوفير والحد من إهدار الطاقة, خاصة في الآليات والمباني الخضراء, حيث توصلت بعض الشركات الأمريكية إلى تبني فكرة الأسطح الخضراء التي توفر 25 في المائة من طاقة التكييف. وهي أسطح عبارة عن حديقة عادية في السطح ويتم عادة سقياها من مياه المطر وشبكة ري احتياطية في حالة قلة المطر. وبذلك فهي تعمل كعازل حراري جيد في الصيف وكذلك لحفظ الحرارة داخل المبنى في الشتاء.
يبدو لي أننا لا بد أن نفكر من الآن في المشاركة في المؤتمر وتسخير بعض البحوث والجهود للدخول في هذا المضمار. فالاحتباس الحراري يبدو لي أنه شر لا بد منه. ونحن نعاني قلة المطر والحرارة الحالية .. فماذا يحمل لنا المستقبل؟ هل نعود إلى المباني الطينية والملاقف أم نطورها؟ أم نسخر بعض الدعم المالي لتطوير صناعة المكيفات الصحراوية التي ما زالت بدائية, التي توفر كثيراَ من الطاقة مقارنة بأنظمة التكييف الأخرى؟ حري بنا أن نهتم بتطوير البحث في البدائل الحديثة والصديقة للبيئة قبل أن نضطر إلى استيرادها, وأن يتم إدخال هذا المبدأ بمعاييره كإضافة جديدة لكود البناء السعودي الذي لم يتطرق لها بصورة متكاملة بعد ليتأقلم مع أنظمة البناء والعزل والحد من الانبعاث الحراري والمقايسات العالمية التي ستفرض علينا.
وأرى أن موضوع الاستدامة هو أحد أهم الموضوعات والمحاور الوطنية والدولية التي تعد حديث الساعة اليوم, التي يجب أن نبدأ التفكير والتوعية بها من الآن قبل أن نجبر عليها. والتنمية المستدامة موضوع كبير ومتشعب وليس بإمكان جهة واحدة تغطيته, فهو عمل كبير على مستوى الدولة وأجهزتها المختلفة. ويتطلب كثيرا من التخطيط الاستراتيجي له والتنسيق لوضع نظام وطني شامل للاستدامة على مستويات التخطيط الثلاثة (الوطني، المناطق، والمحلي) هو إحدى السمات المفقودة لدينا. التخطيط للنظام الشامل للاستدامة هو سلسلة من الأنشطة والخطوات التي تسير وفق برامج زمنية اقتصادية واجتماعية وسياسية مترابطة بهدف الحصول على تكامل بيئي واقتصادي مترابط بهدف بناء مجتمع حضاري متناسب مع المعطيات الوطنية وتقاليد المجتمع وطموحاته السياسية. وأن يكون مبنيا على المقومات والمعطيات والموارد البيئية المحلية وكيفية الترشيد فيها لنضمن بقاءها للأجيال المقبلة.
ونحن عادة لا نرى أنواع التخطيط الثلاثة كلها, ولكننا نعيش مشكلات التخطيط المحلي, وهو ما نراه من مبان وطرق تكتظ بها مشكلات المدينة اليومية, لذلك فإن هذا المؤتمر سيركز على التخطيط المحلي للاستدامة, وهو مربوط بسياسات المدن والمباني الخضراء والذكية التي تؤدي إلى الاستدامة. وهو عن طريق التخطيط لوضع معايير ومقايسات للترخيص للمباني على أسس تقيدها بتطبيق تلك المعايير مثل نظام LEED, بحيث لا يرخص للمبنى إلا بعد التأكد من استيفائه معايير بيئية معينة. وهناك ثلاثة أسماء أو محاور أصبحت إلزامية للمباني والمدن الحديثة لتكون مدنا ومباني ذكية. المباني الذكية Smart والمباني المبدعة ذهنيا أو العبقرية التي تستطيع التعرف على الأشياء Intelligent والخضراء Green. ثلاث عبارات تختلف في المعنى والمقصود منها ولكنها مرتبطة تماما كنسيج للمدن الحديثة, وهي جميعها تؤدي إلى الاستدامة.
المدن أو المباني الذكية Smart هو اسم سبق الآخرين منذ نهاية السبعينيات في أدبيات الهندسة المعمارية, حيث كان يطلق على المباني الحديثة آنذاك. وتطلق التسمية على المباني من حيث شكلها الخارجي ومدى استعمالها مواد وخطوطا وأشكالا حديثة مثل استعمال الإضاءة النيونية والليزر والليد والخطوط الحادة والأشكال الفضائية, بينما اسم المباني العبقرية المثقفة أو التقنية Intelligent فهو أحدثها, وهو يطلق على المباني سواء كانت ذكية أو كلاسيكية أو عصرية ولكن بشرط أن تستعمل تقنية الأرقام والحاسوب لمعظم الشبكات الداخلية والخارجية وربطها بنظام إدارة المبنى ببروتوكول الإنترنت IP. ويعني ذلك ضمان كفاءة التشغيل للمبنى بدقة وكفاءة تؤدي إلى التوفير في استعمال الطاقة والأيدي العاملة. ويبقى أحدث تلك الأسماء وهو اسم المباني أو المدن الخضراء, والمقصود به, إضافة إلى كون المبني ذكيا أو مثقفا فإنه يجب أن يصل إلى مرحلة من التحكم بالطاقة ليصل معدل ما يبعثه المبنى من الكربون الملوث للجو درجة الصفر Zero Emission. وذلك يتطلب مواصفات عالية من العزل الحراري واستعمال الأجهزة التي تستعمل غازات لا تصدر التلوث. وفي مجموعها كمبان ذكية وخضراء فهي أساس المدن الذكية أو المثقفة والخضراء, فالمدن هي التي تربط تلك المباني بالبنية التحتية, خاصة شبكات الاتصالات والإنترنت لتربط كل نقطة تقنية في كل مبنى بالشبكة العامة للمدينة عن طريق شبكة الموجات العريضة (البراد باند والواي فاى والواي ماكس...). وتوجد الآن مجموعة كبيرة من الشركات المتخصصة في تقنية أجهزة وروبوتات لتحويل المعلومات الرقمية إلى أعصاب حركة تقوم بالتحكم بفتح وإغلاق والتعرف على مستخدمي المبنى مربوطة بأجهزة الأمن والسلامة. وبحيث يمكن مستقبلا لشركة المياه والكهرباء قراءة العدادات من بعد. وتستطيع إدارة المرور معرفة عدد السيارات في مواقف كل مبنى ومواعيد خروجها لتحدد مواقع الازدحام وتخطط لتلافيها ( مثل نظام ساهر).
ومن المتوقع أن نرى في القريب العاجل تطوير الاستعمالات أكثر ابتكاراَ للطاقة الطبيعية وخروج أنظمة ومتطلبات إجبارية للتخلص من الطاقة المضرة بالبيئة. وفي مجال استعمالات المباني يعد المجلس الأمريكي للمباني الخضراء هو الذي يقود العالم لتوثيق مواصفات المباني الخضراء القياسية تحت اسم ليد LEED وبتصنيف مرخص (26 ـ 32 نقطة) وفضي وذهبي وبلاتيني، لدرجة أن معظم المدن الأمريكية مثل مدن: بوسطن, سياتل, نيويورك, وشيكاغو مجبرة على الحصول على شهادة من المجلس قبل بناء أي مبان متعددة الأدوار. وهي مواصفات تمس أكثر من 70 عنصرا ومادة بناء وتبدأ من أنظمة التخلص من النفايات أو تخفيضها إلى عمر المبنى وجودة المواد إلى نوع الزجاج العازل ومواد العزل. والتأكد من إحكام مجاري الهواء والتوصيلات وتقديم منتجات إضاءة لا تبعث على رفع الحرارة مثل السبوت لايت للحصول على جو داخلي مريح وبأقل التكاليف للطاقة. ويبدو أننا في المملكة والشرق الأوسط أصبحنا أمام الواقع وأننا مجبرون على السير خلف القافلة.
يبدو أن التركيز على البدائل الجديدة للطاقة التي لا تؤثر في الاحتباس الحراري هو في تطوير الطاقة الطبيعية من الشمس والهواء والرياح والمياه والمواد العضوية الطبيعية مثل الكحول والسكر والحبوب الزراعية. وهو توجه قد يكون له منافسة اقتصادية هائلة, وقد يكون مرتكزا لاقتصادات معظم الدول. وهو توجه في طريقين متوازيين, الأول لتطوير بدائل الطاقة بأنواعها المختلفة, والآخر للتوفير والحد من إهدار الطاقة, خاصة في الآليات والمباني الخضراء, حيث توصلت بعض الشركات الأمريكية إلى تبني فكرة الأسطح الخضراء التي توفر 25 في المائة من طاقة التكييف. وهي أسطح عبارة عن حديقة عادية في السطح ويتم عادة سقياها من مياه المطر وشبكة ري احتياطية في حالة قلة المطر. وبذلك فهي تعمل كعازل حراري جيد في الصيف وكذلك لحفظ الحرارة داخل المبنى في الشتاء.
يبدو لي أننا لا بد أن نفكر من الآن في المشاركة في المؤتمر وتسخير بعض البحوث والجهود للدخول في هذا المضمار. فالاحتباس الحراري يبدو لي أنه شر لا بد منه. ونحن نعاني قلة المطر والحرارة الحالية .. فماذا يحمل لنا المستقبل؟ هل نعود إلى المباني الطينية والملاقف أم نطورها؟ أم نسخر بعض الدعم المالي لتطوير صناعة المكيفات الصحراوية التي ما زالت بدائية, التي توفر كثيراَ من الطاقة مقارنة بأنظمة التكييف الأخرى؟ حري بنا أن نهتم بتطوير البحث في البدائل الحديثة والصديقة للبيئة قبل أن نضطر إلى استيرادها, وأن يتم إدخال هذا المبدأ بمعاييره كإضافة جديدة لكود البناء السعودي الذي لم يتطرق لها بصورة متكاملة بعد ليتأقلم مع أنظمة البناء والعزل والحد من الانبعاث الحراري والمقايسات العالمية التي ستفرض علينا.